ب بادي 7.

المصحف وورد /رسم القلب الكهربي /تلاوات للقران الكريم /مراجعات الصف الأول الثانوي ترم ثاني /الخلاصة في المراجعات أولي ثانوي تثاني /مدونة اللغة العربية.كتب ومراجع /لغة عربية أولي ثانوي ت2 /ترتيب آيات الذكر الحكيم حسب تاريخ نزوله /تنزيل آيات الذكر /لماذا شرع الله تعالي الطلاق /وصف الجنة والحورالعين /كيف يكون الطلاق وما هي أحكام سورة الطلاق؟ /الكيمياء للصف الأول الثانوي /أحكام عدة النساء وكيفية الطلاق /الحائرون الملتاعون من الطلاق ونار الفراق دين الله أرحم من اختلافات الرجال /مذكرات كل فروع الرياضيات /المصحفُ مكتوباً بصيغة وورد /تقنية النانو /مدونة سورة البقرة /مذكرات مراجعة اللغة الإنجليزية /مذكرة مراجعات الفيزياء أولي ث ترم 2 / سورة النساء.تفسير وأحكام /المصحف مكتوبا ورد آية آية /ة المصاحف /مدونة سورة آل عمران /مدونة الجنة ونعيمها والنار وهول جحيمها /اللغة الألماني للصف الأول الثانوي /التاريخ اولي ثانوي /مذكرات الصف الأول الثانوي /اللغة العربية للصف الاول والثالث الثانوي /الاحياء للصف الأول الثانوي

Translate ترجمة المدونة

الاثنين، 19 ديسمبر 2022

حقوق الطفل فى القرآن الكريم /محمد سلامة الغنيمي

  

حقوق الطفل فى القرآن الكريم /محمد سلامة الغنيمي 

-أبو عبدالله محمد سلامة جبر 

حقوق الطفل فى القرآن الكريم

1- حقه فى والدين صالحين :-

لعل من أهم حقوق الطفل على أبيه أن يختار له أُماً صالحه , وعلى أُمه أن تختار له أباً صالحاً يتقى الله فى تربيته .

ويرجع ذلك الى التأثير العظيم للوالدين فى آبنائهم , سواء عن طريق التأثير الوراثى أو البيئى , وكما هو معلوم أن الولد يتقمص شخصيه أبيه و البنت تتقمص شخصيه أُمها .

وقال تعالى " الزَّانِي لَا يَنْكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ " { النور : 3 }.

ثم قال تعالى "وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ " { الاعراف : 58 }.

وقال تعالى " وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " { الطور : 32 }.

قال تعالى " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَاأَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا " { النساء : 34 }.

و القانتات : المطيعات للازواج يحفظن الازواج فى غيابهم وفى أولادهم وأموالهم وأنفسهم قال تعالى " الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " { النور : 26 }

 

وقال تعالى " وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلًا أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَنْ تَصْبِرُوا خَيْرٌ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "  { النساء : 25 }.

 

2- حقه فى الحياة:-

حرم الله تعالى قتل النفس بصفه عامه فقال " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ "   { المائدة : 32 }. ,

ثم اختص بيان حرمة قتل الاولاد , ليبين سبحانه وتعالى عظيم رحمته و إهتمامه بهذا الوليد الذى لم يرتكب جرماً ولم يقترف إثماً , وللتأكيد على أن قتل هذا الوليد عقوبته من أغلظ العقوبات , وأيضاً للإشعار بأن هذا الوليد كائن مستقل يجب أخذه فى الاعتبار وأن يعامل على أساس أنه إنسان جديد .

قال تعالى " قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ " { الانعام : 151 } .

قال تعالى " وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا " { الاسراء : 31 } .

 

3-حق الطفل فى التسميه :-

من شأن كل شئ فى هذا الوجود أن يكون له إسم يعرف به , فما بالك بالانسان         الذى سخر الله له كل شئ فى هذا الكون , فلابد له من إسم يعرف به فى الدنيا وفى الملأ الاعلى , ومن ثم فإن هذا الاسم له تأثير كبير فى جوانب شخصية الطفل المسلم , لذلك فمن حق الطفل على أبويه أن يختاروا له إسم حسن يعرف به .

ويتضح لنا أحقيه الطفل فى التسميه , من خلال قولة تعالى " إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ  فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ "

{ ال عمران : 35-36 } , ها هى إمرأه عمران تهب ما فى بطنها لخدمة بيت المقدس , على أنه ذكر فلما وضعت وضعت أُنثى ورغم أن وضعها جاء على خلاف ما كانت تتمنى إلا أنها لم تغفل حقها فى التسميه فإختارت لها إسماً حسناً "مريم" , أى العابدة .

 

وهذا الحق جعله الله فى الشرائع التى قبلنا وأقرته الشريعة الاسلامية , فعن أبى الدرداء رضى الله عنه , أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " إنكم تدعون يوم القيامه بأسمائكم و أسماء أبائكم فأحسنوا أسمائكم ".

وقال تعالى " يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا " , { مريم : 7 } , يبشر اله تعالى زكريا بغلام ويختار له إسماً لم يسمى به أحد قبله .

 

4- حقه فى الرضاعه التامه :-

أوجب لله تعالى على الأم ان ترضع صغيرها حولين كاملين وهى مدة الرضاعة التامة , قال تعالى " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " { البقرة : 233 } .

فقد إتفق فقهاء الاسلام على أن الرضاعة واجب على الام ديانه تسأل عنها أمام الله تعالى , حفاظاً على حياه الرضيع سواء كان ذكراً أم أُنثى وسواء أكانت الام متزوجه بأبى الرضيع , أم مطلقه منه وإنتهت عدتها[1].

 

قال صاحب الظلال "إن على الوالدة المطلقه واجباً تجاة طفلها الرضيع ,واجباً يفرضه الله عليها ولا يتركها فيه لفطرتها وعاطفتها التى قد تفسدها الخلافات الزوجيه , فيقع الغرم على الصغير , إذن يكلفه الله ويفرض له فى عنق أمه , فالله سبحانه –أولى بالناس من أنفسهم , وأبرهم وأرحمهم  من والديهم , والله –تعالى يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين لانه سبحانه يعلم أن هذه الفتره هى المثلى من جميع الوجوه الصحيه والنفسيه للطفل أو "الطفله " وتثبت البحوث الصحيه والنفسيه اليوم أن فتره عامين ضروريه لينمو الطفل نمواً سليماً من الوجهين الصحيه والنفسيه , ولكن نعمه الله على الجماعه المسلمه لم ننتظر بهم حتى يعلموا هذا من تجاربهم , فالرصيد الانسانى من ذخيره الطفوله لم يكن ليترك يأكله الجهل كل هذا الامر الطويل , والله رحيم بعباده وبخاصه بهؤلاء الصغار الضعاف المحتاجين للعطف والنهايه [2]

5-حقه فى الاحسان وعدم الغلظه والشده :-

تعد القسوه من أهم أسباب الإغراق عند الاطفال , فالقسوه والشده على الصغار تأتى بنتائج عكسيه على سلوكهم , تؤدى إلى إضطرابات نفسيه كماتؤدى أيضاً إلى الشعور بالنقص.

فالقسوه والغلظه تؤديان إلى نفور الطفل من المربى وكرهه وعدم الثقه فيما يقوله , إستمع إلى قوله تعالى "فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " { ال عمران : 159 }.

يقول بن خلدون : من كان رباه العسف والقهر , حمله ذلك على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما فى ضميره خوفاً من إنبساط الايدى بالقهر ذلك علماً  عليه ,وعلمه المكر و الخديعه وصارت له هذه العاده خاقاً وفسدت معانى الانسانيه التى له من حيث الاجتماع والتمدن وهى الحميه والمدافعه عن نفسه , وصار عيالاً على غيره فى ذلك , بل وكسلت النفس عن إكتساب الفضائل والخلق الجميل , فينبغى  للمعلم فى متعلمه والوالد فى والده ألايستبد عليهما فى التأديب [3] .

 

ويقول الغزالى : ولا تكثر القول عليه بالعتاب فى كل حين , فإنه يهون عليه سماع الملامة وركوب القبائح , ويسقط وقع الكلام من قلبه , وليكن الاب حافظاً هيبتة الكلام معه فلا يوبخه إلا أحياناً , والام تخوفه بالادب وتزجره عن القبائح[4].

 

ومتى ظهر من الصبى خلق جميل وفعل محمود , فينبغى ان يكرم عليه ,ويجازى بما يفرح به , ويمدح بما بين أظهر الناس , فإن خالف ذلك فى بعض الاحوال تغوفل عنه ولا يكاشف , فإن عاد عوتب سراً وخوف من إطلاع الناس عليه , ولا يكثر عليه العتاب  لان ذلك يهون عليه سماع الملامه وليكن حافظاًهيبه الكلام معه [5] .

 

ولقد حث نبينا صل الله عليه وسلم إلى الرفق ونبذ العنف فقال صلى الله عليه وسلم  " ياعائشة " إن الله رفيق يحب الرفق , ويعطى على الرفق , لا يعطى على العنف "[6].

 

 

6- حقه فى العدل والمساواة بينه وبين إخوته :-

 

قال تعالى "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " { المائده :8 }.

قال تعالى " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ  ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ  وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ  أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَّبَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ يَصْدِفُونَ عَنْ آَيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ  " { الانعام :152-157 }

 

أمر الله سبحانه المؤمنين بالعدل حتى مع الاعداء , فمابالنا مع الابناءالصغار , فالظلم وعدم المساواة يولد فى نفس الطفل شعور بالاضهاد والظلم ,فيدمر فى نفسه القاعده التى تبنى عليها فى المستقبل القيم العليا والمبادئ , لانه يجد فى أقرب الناس إليه وألصقهم به وهما الوالدين نموذجاً سيئاً , فكيف يتعلم هو العدل , وكيف يتعلم بقيه القيم والمبادئ التى يقوم عليها الاسلام[7].

فقد أثبتت الدراسات النفسيه أن ظهور إضرابات نفسيه و إجتماعيه على الطفل يرجع معظمها إلى إحساسه بالعدل والمساواه مع أقرانه أو عدمه.

وليس أدل على ذلك مما ورد فى القرآن الكريم فى قصة سيدنا يوسف مع إخوته , تأمل سلوك إخوة يوسف عليه السلام الناتج عن حب أبيهم ليوسف عليه السلام وتفضيله عليهم , يتضح لك أن عدم المساواة بين الاخوة له تأثير عظيم على إنفعالاتهم ومن ثم سلوكهم .

قال تعالى "لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آَيَاتٌ لِلسَّائِلِينَ  إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ  اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضًا يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ  " { يوسف : 7-9 }.

وكما يقول شيخ الاسلام بن تيميه :- إن الله ينصر الدوله الظالمة مع العدل ,ولا ينصر الدولة المسلمة مع الظلم ,ولذلك فالجو المنزلى الذى يسود فيه شعور المحبة والمساواة  ينتج أطفالاً منضبطين سلوكيا , مستقرين سلوكياً, والجو المنزلى الذى يسود فيه شعور الاضطهاد و الظلم ينتج عنه أطفالاً مضطربين فى إنفعالاتهم , شاذين فى سلوكهم .

والسنة النبوية الشريفة مليئة بالاحاديث التى توضح ذلك ومن هذه الاحاديث قوله صلى الله عليه وسلم " إتقوا الله وإعدلوا بين أولادكم "[8]  .

 

7-حقه فى التوجيه والارشاد :-

أثبتت الدراسات التربوية ان البيئة لها تأثير بالغ على شخصية الطفل حيث أنه يكتسب سلوكياته وقيمه ومعتقداته من بيئته تؤثر فيه ويتأثر بها , من خلال التفاعل الايجابى المستمر بينه وبين مكونات بيئته .

ولهذا أولى القرآن الكريم موضع التوجيه والارشاد عنايه فائقة , ولو رجعنا إلى كتاب الله عز وجل وما صح من سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لوجدنا ان اكثر الامور ذكراً فيها بعد العقيده موضوع الاداب والسلوك الاجتماعى فقد ندر أن تخلو سورة من السور المكيه من واجبات إجتماعيه تلزم بالحرص عليها والالتزام بأدائها وأما السور المدنيه فمنها سور كاملة ذات اهتمام للسلوك الاجتماعى [9] .

ولنا فى الانبياء والرسل أسوة حسنة وفى قصصهم عبرة و فى كلامهم عظة , فقد ساق الله تعالى لنا مايدلنا على أهمية الارشاد والتوجيه ن خلال مواقف الانبياء منها, قوله تعالى على لسان يعقوب عليه السلام: " قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ "{ يوسف : 5 } .

وقول لقمان الحكيم فى قوله تعالى " وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ " { لقمان : 13 }. فهذا أباً حكيما يوجه ابنه ويرشد إلى ما فيه سعادته وصلاحه  فى الدارين .

كذلك ينبغى للمربى أن يحرص وهو يمارس التوجيه أن يذكر للصغير الاسباب والعلل , فالصغير يتسأل لما هذا ولماذا ذلك ولما ينهانى والدى عن ذلك ويأمرنى بذلك.

هذا هو ما علمنا إياه ربنا تبارك وتعالى , فالمتبع  للتوجيهات  والارشادات من أوامر ونواهى فى الكتاب العزيز يجد أن الله سبحانه بعد ما يأمرنا بشئ أو ينهانا بشئ يوضح الغاية والعلة من وراء ذلك        وهو غنى عن ذلك لانه الإله الذى يأمر فيطاع , ولكن ليعلمنا و لتطمئن قلوبنا , إقرأ على سبيل المثال أول سورة فى القرآن امرنا الله بالحمد بصيغه الخبر ثم بين وهو إستحقاقه سبحانه الحمد لانه الرحمن الرحيم مالك يوم الدين تبارك الله وتعالى .

فى الاية الاولى يبين يعقوب عليه السلام قصده من نهى ولده يوسف أن يقصص رؤياة على إخوته حتى لا يكيدوا له , وكذلك فعل لقمان مع إبنه .

 

8- حق الطفل فى اللعب :-

يعتبر اللعب بمثابه الشغل الشاغل بالنسبه للصغار , فحياتهم كلها فى اللعب ويكون اللعب بالنسبه له موجهاً للتكيف الاجتماعى والانفعالى , حيث يتسم الطفل الذى يحرص على اللعب والمرح بالصحة النفسية الجيدة.

واللعب ظاهرة نمائية إجتماعية لها تأثير مباشر على نمو الطفل الاجتماعى والخلقى وتأهيلهم لعالم الكبار , وهو جزء لا يتجزاء من حياته , فلا ينبغى أن يستهان به ويضيق على الطفل فيه فيحدث تصادم بين ذلك وبين ما فطروا وجبلوا عليه .

ويتضح لنا أهمية ظاهرة اللعب فى حياه الطفل ومدى حقه فيه, بالنظر فى قصة يوسف عليه السلام مع إخوته , حيث كان يعقوب عليه السلام يولى يوسف عناية ورعاية لما علم من أمره , ولما تنبئ به من حالهم وموقفهم منه فى حال علمهم بأمر الرؤيا , فخاف عليه منهم , ولم يتركه لهم , ولم يأمنهم عليه مثل باقى إخوته , وعندما استحوذ علهم الشيطان وقرروا التخلص من أخيهم غيرة وحسداً دبروا أمرهم وأحكموا خطتهم , لم يبق أمامهم الا إقناع أبيهم بأخذه معهم مع علمهم المسبق برفضه , احتالوا على أبيهم و عرضوا عليه أنه سيلعب ويرتع معهم إذا هو تركه لهم .

قال تعالى " قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ  أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ  قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ  " { يوسف : 11-12-13 } . فما كان يعقوب ليترك يوسف مع إخوته إلالهدف عظيم وغايه نبيلة مؤثرة فى إعداده وتنشئته .

 

يقول الغزالى فى الاحياء : يحسن له بعد خروجه من المكتب إن يفسح له فى لعب جميلايستريح إليه من تعب المكتب بحيث لا يتعب فى اللعب , فإن منع الصبى من اللعب وإرهاقه إلى التعلم دائماً يميت قلبه ويبطل ذكاءه وينغص عليه العيش حتى يطلب الحيلة فى الخلاص منه رأساً .

وقد وردت أحاديث كثيره تقيد أنه صلى الله عليه وسلم كان يلاطف الاطفال ويلاعبهم ويكفل لهم حقهم فى اللعب , وكذلك فعل الراشدون وسائر الصحابة من بعده ومن ذلك , أنه صلى الله عليه وسلم مر على نفر من أسلم ينضلون فقال " إرموا بنى إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ,إرموا وأنا مع بنى فلان " فأمسك أحد الفريقين عن الرمى فقال صل الله عليه وسلم : إرموا وأنا معكم كلكم "[10] .

كما أنه يمكن عن طريق اللعب إن تبث فيهم الاخلاق الحسنة كالصدق والامانة , وتحزرهم من الاخلاق الذميمه كالكذب , والخيانه , والغش , والالفاظ البذيئه ونحو ذلك .

يقول ابن سينا : اذا إنتبه الصبى من نومه فالاحرى ان يستحم ثم يخلى بينه وبين اللعب ساعة ثم يطعم شئ يسيراً ثم يطلق له اللعب وقتاً أطول ثم يستحم ويتغدى ,وإذا بلغ ست سنوات فيجب أن يقدم إلى المؤدب والمعلم ويدرج أيضاً فى ذلك فلا  يحمل على ملازمه الكتاب كرة واحده .

 

إذن لابد أن يتيح الوالدين للطفل حرية اللعب , حيث أن اللعب نشاط جسمى وذهنى وإنفعالى يشمل نفسية الطفل وحياته العامة , واللعب طبيعة فطرية فى الطفل, جعلها الله تعالى غريزة فى نفسه لكى ينمو جسمه نمواً طبيعياً بشكل قوى , فاللعب يطور عقليتة وينمى ذكائه ويساهم فى بناء جسده , ولذا ينبغى أن ينظر المربين إلى اللعب على أساس أنه ضرورى للطفل .

 

9- حقه فى الإنفاق عليه :-

ومن مظاهر رعاية القرآن الكريم للطفل , أوجب على أبيه أن ينفق عليه حتى يقوى ويشتد عوده  قال تعالى " أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا  " { الطلاق : 6-7 } .

وعن أبى هريره قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم " أفضل الصدقة ما ترك غنى واليد العليا خير من اليد السفلى وإبدأ بمن تعول " تقول المرأه إما أن تطعمنى وإما أن تطلقنى ويقول العبد : أطعمنى وإستعملنى ويقول الابن : أطعمنى إلى من تدعنى ؟ فقالوا : يا أبا هريره سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال:لا هذا من كيس أبى هريره [11].

وقد أورد الامام البخارى باباً كاملاً فى فضل النفقة على الأهل إرجع اليه إن أردت الإستزادة.

 

10- حقه فى الإنفاق على أُمه أثناء حمله :-

لعل هذا الحق هو أسمى وأجل الحقوق التى كفلها الاسلام للطفل فحاش لله أن يغفل عن إظهار حق من حقوق الطفل حتى وهو فى بطن أُمه , حتى وإن كانت مطلقه .

قال تعالى "أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى " { الطلاق : 6 } .

وذلك هو تكريم للام ورحمة منه سبحانه بهذا الصغير , حتى لا يكون فشل الوالدين فى حياتهم وعدم التوافق بينهما نكبة على الصغير . 



[1] [ الفقه الاسلامى وادلته لوهبه الزحيلى 7/700 ]

[2][ فى ظلال القرآن سيد قطب 1/253 ]

 

[3] [ مقدمه بن خلدون/540 ]

[4] [ إحياء علوم الدين 3/70 ]

[5] [إحياء علوم الدين 3/95]

[6] [ مسلم /2593 ]

[7] [محمد نور سويد ,  1997 , علم أطوار الانسان ص137 ]

[8] )[ البخارى ج3 كتاب الهبه ]

[9] [ ص91 رعايه الطفوله د/ عبد القوى عبد الغنى ]

 

[10] [ البخارى 2899 , رواه سلمه بن الاكوع رضى الله عنه ]

[11] [ البخارى 5355]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق